الانتقال إلى المحتوى
aramco logo

إدارتا الأعمال البحرية والحفر تفتتحان آفاقًا جديدة للتعاون المشترك

أخبار||

يلوح ميناء رأس تناقيب كخلية نحلٍ تتحرَّك فيها الرافعات الشوكية جيئةً وذهابًا وتجوب أنحاء الرصيف بدقة كأنها تتراقص على إيقاع متناغم. تنتظر السفن دورها لإعادة تموينها بالإمدادات من معدات الحفر وخزانات الطين لأعمال الحفر الحساسة التي تجري في أعماق مياه الخليج، حيث تقع بعض أكبر حقول النفط والغاز في العالم ما وراء الأفق الأزرق. يجب التدرب بشكل جيد على كل شيء هنا لأن وصول هذه الإمدادات المهمة في الوقت المطلوب إلى أجهزة الحفر يجعل الإنتاج في هذه الحقول الضخمة يجري بسلاسة على مدار الساعة.

ليس هناك مجال للخطأ فأرامكو السعودية تعتمد على حصول أجهزة الحفر البحرية هذه على طواقمها وإمداداتها في الوقت المطلوب، وإلا ستكون هناك حالات توقف مكلفة للأعمال. ما نراه هو عبارة عن مثال على الخدمات اللوجستية بالغة الدقة، والبيئة التي تعني فيها الفاعلية والعمل بروح الفريق الواحد كل شيء.

حَوَّل ميناء رأس تناقيب، الذي يخدم أجهزة الحفر البحرية، والذي يعد مركزًا أساسيًّا لأعمال الحفر في الشركة، الطريقة التي يعمل بها من أجل زيادة مستوى الفاعلية والسلامة والموثوقية في إطار التحوُّل الابتكاري لنموذج الأعمال البحرية في أرامكو السعودية.

وأدّت فكرة السفينة البحرية -وهي عبارة عن ناقلة نفط ضخمة جرت إعادة تهيئتها- إلى إحداث ثورة في طريقة إمداد أجهزة الحفر البحرية، حيث تُزود بجميع الإمدادات والمعدات كي يستمر عمل أجهزة الحفر البحرية بسلاسة، من أجل توفير الوقت ورحلات ذهاب وإياب السفن المكلفة إلى الميناء. ونتيجة لعمل السفينة البحرية العائمة كأنها رصيف من أرصفة رأس تناقيب الصغيرة، وعلى بعد 70 ميلًا بحريًا (130 كيلومترًا)، فقد قلَّ الازدحام في الرصيف البحري وأصبح إرسال المراكب إلى أجهزة الحفر أكثر فاعلية، مما وفّر تكاليف كبيرة على الشركة.

الكفاءات السعودية

يجهز المكتب التابع لإدارة الخدمات اللوجستية البحرية جميع هذه النشاطات، ويحرص على عمل كل شيء بسلاسة من الشاطئ وحتى أجهزة الحفر. وأكثر ما يثير الإعجاب أن الكفاءات السعودية الشابة تحمل قدرًا كبيرًا من المسؤولية، فهي مكلَّفة ومفوَّضة من فريقها الإداري الذي يقدِّم لها الإرشاد من أجل أداء هذه المهمات المهمة على مدار الساعة.

يشرف عبدالعزيز أبو علي الذي يبلغ من العمر 36 عامًا على فريق يضم مخططين ومسؤولي شحن ومسؤولي تحميل من الشباب. ويوضح عبدالعزيز وظيفة الفريق والتحديات غير المتوقعة التي يواجهها بقوله: "منصبي هو مخطط أعلى وتتمثل مهمات عملي في الإشراف على المخططين الآخرين والحرص على تقديم أفضل الخدمات الممكنة دائمًا للأطراف المعنية وبما يفوق توقعاتهم.

"بدأت الخدمات اللوجستية البحرية عام 2013م بتقديم الإمدادات البحرية لأجهزة الحفر البحرية. لقد حصلنا على طلبات عمل عبر نظام ساب ووضعنا كل طلب ضمن فئة معيَّنة بناءً على كونه حالة طارئة أو طلبًا عاديًا. ننظر دائمًا إلى الحفر وأعمال الحفر ومتطلبات كل منها في حال كانت تتطلب تشغيلًا محددًا يستلزم مساندة إضافية. وتصنف بعض الحالات على أساس أنها حالات طارئة عندما تكون هناك مشكلة في مراقبة العمل أو انقطاع في طين الحفر. وتتوفر لدى الخدمات اللوجستية البحرية سفن إمداد لمساندة متطلبات الحفر".

أعمال ديناميكية

يعمل مهند الخطيب، الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، على متن السفينة البحرية العائمة بوظيفة قبطان ومخطط أعلى. ويقول مهند: "يبدأ العمل اللوجستي في رأس تناقيب. ودورنا ودوري يتمثل في تسلُّم متطلبات الشحنة لأجهزة الحفر عبر نظام ساب. نتسلَّم المتطلبات ونخطِّط لها عن طريق مخطط ومسؤول شحن والذي يخطط بدوره لكل شيء يحدث من منطقة الترحيل إلى القوارب.

"ولدينا ثلاثة أنوع من الطلبات: أما الأول فهو الطارئ والذي يكون نطاقه الزمني 24 ساعة؛ ويتمثل النوع الثاني في الطلب الذي يكون إطاره الزمني 48 ساعة؛ والنوع الثالث هو الطلب العادي والذي يكون إطاره الزمني 72 ساعة. ولذلك على ملاحظ أشغال الحفر اختيار واحد من بين الأنواع الثلاثة من الطلبات وعلينا التخطيط وفقًا لذلك". ويضيف الخطيب: "بعد أن نحصل على الطلب نقوم بترتيبه ضمن الأولويات وإعداد خطة التحميل لمسؤول الشحن، الذي تقع على عاتقه مسؤولية شحن المواد والذهاب إلى الساحة لاختيار المواد المطلوبة. تُسلم المواد إلى المحطة ثم تسلّم إلى المركز البحري العائم. يعتمد نوع المركب على موقع جهاز الحفر، فقد نحتاج على سبيل المثال مركبًا مناسبًا للمياه الضحلة إذا كان جهاز الحفر في منطقة ضحلة".

بعض أجهزة الحفر لها قيود خاصة، حيث تدعو الحاجة إلى نظام تحديد مواقع ديناميكي ليتسنى للمركب الوقوف بجانب أجهزة الحفر دون إسقاط المرساة وهذا أمر ينطوي على تقنية متقدِّمة. ويتحرك المركب بعد تحميله منطلقًا إلى موقع جهاز الحفر ضمن الإطار الزمني ويقوم ملاحظ أشغال جهاز الحفر وطاقم الحفر بنقل المواد

يقول الخطيب: "إذا قارنت هذا المشروع الجديد مع الطريقة القديمة المستخدمة فستجد أنه أكثر فاعلية؛ فقد كان لجهاز الحفر في النموذج القديم مركبان وكان ملاحظ أشغال جهاز الحفر يرسل مركبه لتحميل المواد ومن ثم العودة مرة أخرى، مع بقاء المركبين دون استخدام معظم الوقت. وهذا سيكلّف الشركة كثيرًا من المال نظرًا لعدم استغلالهما بصورة كافية".

"رصيف رأس تناقيب أقل ازدحامًا ونحن نوفر الوقود باستخدام هذا النموذج. كان لدينا في بداية المشروع 100 سفينة تقريبًا وعندما طبقنا هذا النموذج انخفض العدد إلى 80 مركبًا. ويمثل ذلك انخفاضًا كبيرًا في التكلفة. إنه عمل دقيق للغاية ومعقَّد جدًا فعلينا أن نقدِّم خدمتنا على أفضل وجه خلال مناوبة عملنا الممتدة على مدى 12 ساعة، وهذا يتطلب كثيرًا من الجهد والتخطيط والعمل اللوجستي.

أعمال الغاز

بدأ المشروع كمشروع تجريبي على أجهزة الحفر في منيفة، وتمت توسعته فيما بعد ليشمل أجهزة حفر في حقول أخرى مثل حقول الظلوف والمرجان والسفانية، ومن المقرر أن يشمل أيضًا حقلي أبو سعفة والبري. وستشكل أعمال الغاز الجزء الأكبر من المرحلة النهائية نظرًا للطبيعة الدقيقة للأعمال.

وُلِدت فكرة السفينة البحرية بسبب النمو غير المسبوق في أعمال التنقيب والإنتاج، وتزايد التعقيدات التشغيلية، واتساع مناطق الأعمال. وبدأ البحث عن أسلوب عمل مختلف تمامًا يوفر وسيلة ديناميكية لمواكبة النمو في أعمال التنقيب والإنتاج، ويرفع مستوى الكفاءة إلى المستويات العالمية ويتجاوزها، ويطور الإجراءات للحد من المخاطر المرتبطة بأعمال الحفر البحرية.

وكان من الضروري إحداث تحوُّل في نموذج الإمداد لحقول الغاز أيضًا، وتشابهت دوافع التغيير مع دوافع التغيير في حقول النفط، وذلك لأن نموذج الإمداد لأجهزة الحفر الخاصة بالغاز كان قبل ابتكار السفينة البحرية المتنقلة يسعى إلى تخصيص أربع سفن لكل جهاز حفر خاص بالغاز، فيما يُتوقَّع أن يؤدي استخدام السفينة البحرية المتنقلة إلى رفع كفاءة الأسطول الحالي بنحو %50.

توفر ميزة "سفينة السلامة الاحتياطية" أفضل مستويات خدمة العملاء، وترفع معدل تشغيل السفن، وتختصر فترات الصيانة في الميناء. وفيما يُعد استخدام أداة فريدة من نوعها كالسفينة البحرية في أعمال أرامكو السعودية البحرية إنجازًا هائلًا، فإن تطوير الكوادر الشابة السعودية والاستعانة بها في تشغيل هذه الأداة يستحق التقدير أيضًا.

ولا شك أن مستقبل أرامكو السعودية يعتمد على شبابها، وهو ما يدفع الشركة للسعي إلى ضمان تزويدهم بالأدوات اللازمة والتدريب لمواجهة التحديات، بما يحقق مصلحة الشركة والمملكة بوجه عام. 

الاستفسارات الإعلامية

جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية

لجميع الاستفسارات الإعلامية، يرجى الضغط هنا.

آخر الأخبار

عرض جميع الأخبار