انطلاق مشروع لاستخدام مياه البحر في سوائل التكسير في المنطقة الجنوبية

إدراكًا للحاجة إلى المحافظة على المياه كمورد طبيعي نادر في المملكة العربية السعودية، وتأكيدًا على الالتزام بأهداف رؤية المملكة 2030، بدأت إدارة أعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية في تنفيذ مشروع للحد من استخدام المياه العذبة وعدم استعمالها بشكل كلي في أعمال التكسير. وكونهما في الخطوط الأمامية للأعمال، فقد كُلفت إدارة هندسة الإنتاج في منطقة الأعمال الجنوبية وإدارة أعمال إنجاز الآبار في منطقة الأعمال الجنوبية بإيجاد الحلول.

فمن المعروف أن المياه مكون أساس في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك صناعة الطاقة، كما أنها الوسيط الأساس المستخدم لخلط وضخ المواد الكيميائية لأعمال التكسير بضغط السوائل. وتحتوي المياه على ما يقدر بـ%95 من السوائل المطلوبة لأعمال التكسير، ويمكن أن تستهلك مرحلة واحدة من أعمال التكسير بضغط السوائل ما يصل إلى 125 ألف جالون من المياه الجوفية.

وستستمر الحاجة إلى زيادة إنتاج الغاز مع استمرار نمو الطلب المحلي على الغاز الطبيعي في المملكة، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال التكسير بضغط السوائل لآبار الغاز، مما يفرض بدوره ضغطًا مفرطًا على موارد المياه الجوفية المحدودة.

لا مجال للاستسلام

وقال رئيس قسم هندسة إنتاج الغاز في الحقول النائية، محمد العطوي:" ظننا في بعض الأوقات أننا وجدنا الحل، لكن اتضح أن مكامن الغاز لدينا تمثل تحدياتٍ أكبر بسبب الضغط المرتفع والارتفاع في درجة الحرارة مما منعنا من محاكاة نهج مماثل. لكننا لم نفقد الأمل ولم نستسلم".

ونتيجة للجهود الدؤوبة والدعم التقني والتشغيلي الذي قدمته إدارة هندسة الإنتاج في منطقة الأعمال الجنوبية وإدارة إدارة أعمال إنجاز الآبار في منطقة الأعمال الجنوبية، تمكّن الفريق من الوفاء بالوعد.

وبعد أن بدأ التطبيق المبدئي للمشروع في عام 2012م، حُدِّدت عدة تحديات من أهمها ما يلي:

- توليد سائل تكسير مستقر في وجود صلابة وملوحة عالية لمياه البحر.

- تقليل اللزوجة المتشابكة بسبب القوة الأيونية العالية لمياه البحر.

- المحافظة على التحكم في درجة الحموضة في ظل وجود الأملاح.

- السيطرة على الميل لتكوين القشور عند خلط مياه البحر (عالية في محتوى الكبريتات) مع ماء التشكيل (تركيزات عالية من الباريوم والكالسيوم).

ولتقليل ترسبات التقشر بسبب خلط مياه البحر بمياه التشكيل، تم اختبار عدة مواد كيميائية لمنع تكون القشور على نطاق واسع في مختبرات مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة. واُستخدمت عينة من مياه البحر والماء المُستعمل في محاكاة الماء المالح الموجود في التكوين لمحاكاة الخلط الفعلي في التشكيل أثناء أعمال التكسير. وبعد أعمال الاختبار والتدقيق، اُختيرت أفضل مواد كيميائية لمنع تكون القشور التي يمكن أن تمنع ترسبات قشور كبريتية في خليط من مياه البحر ومياه التشكيل في درجة حرارة المكمن.

ومن ناحية أخرى، يجري أيضًا تطوير نظام يستخدم أغشية تقوم بالتصفية على نطاق متناهي الصغر لمنع مشكلات التقشر عند استخدام سوائل التكسير المُشتقة من مياه البحر. وباستخدام تقنية أغشية تقوم بالتصفية على نطاق متناهي الصغر، يمكن تقليل محتوى الكبريتات في مياه البحر من تركيز متوسط قدره 4000 ملغم/لتر إلى 80 ملغم / لتر أو أقل في مياه الخليج العربي. وقد مكّنت القدرة على تقليل أيونات الكبريتات من خلال مواد كيميائية تمنع تكون القشور، أو استخدام تقنية الأغشية التي تقوم بالتصفية على نطاق متناهي الصغر، الفريقَ من الانتقال إلى مرحلة الاختبار التجريبي بحلول أواخر عام 2015م.

ومنذ بداية الاختبار التجريبي في سبتمبر 2015م، تم ضخ اثنين من المواد المعززة للشروخ وأربعة معالجات للتكسير باستخدام الحامض بنجاح كجزء من الاختبارات التجريبية باستخدام سوائل التكسير المشتقة من مياه البحر. واستُخدمت مياه البحر غير المعالجة مع مواد كيميائية لمنع تكون القشور في أحدها، في حين تضمنت معالجات التكسير الأربعة الأخرى على ترشيح مياه البحر المتناهي الصغر والمواد كيميائية لمنع تكون القشور المناسبة.

نجاح مبدئي

استُخدم ما يقرب من 500 ألف جالون من مياه البحر خلال الاختبارات التجريبية لمعالجات التكسير الخمسة، مما وفر في نفس الوقت موارد المياه الجوفية الثمينة، كما يشير إلى الإمكانية المحتملة لمزيد من هذه الوفورات في السنوات المقبلة. وقد كُللت أعمال التكسير باستخدام مياه البحر بالنجاح في آخر بئر في حقل حرض في أبريل. وحتى الآن يتم الإنتاج بنجاح في أربعة من بين ستة آبار استخدمت فيها أعمال التكسير باستخدام مياه البحر ووُصلت بخطوط الأنابيب.

وستدعم أولى تطبيقات سوائل التكسير المشتقة من مياه البحر الناجحة في المملكة العربية السعودية جهود المملكة في مجال المحافظة على المياه الجوفية غير المتجددة، وستضمن توافرها للأجيال المقبلة. 

الاستفسارات الإعلامية

جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية

لجميع الاستفسارات الإعلامية، يرجى الضغط هنا.