الانتقال إلى المحتوى
aramco logo

كلمة المهندس أمين بن حسن الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين في قمة "استثمر في الصين"

المهندس أمين بن حسن الناصر

الكلمات|بكين، جمهورية الصين الشعبية |

معالي السيد هان تشنغ، نائب الرئيس،

أصحاب المعالي والسعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة،

أسعد الله صباحكم بكل خير. 

إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم اليوم في هذه القمة، التي تُعقد تزامنًا مع احتفال جمهورية الصين الشعبية بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها، وقد أصبحت الصين، خلال هذه العقود، واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، واستعادت دورها التاريخي في أبرز المحافل الدولية. 

وهذا إنجاز كبير، يعكس الجهود الدؤوبة التي بذلها الشعب الصيني، والحكمة التي تتحلى بها قيادته.

ونحن في أرامكو السعودية نفخر بكوننا جزءًا من تلك المعجزة الاقتصادية، باعتبارنا أحد موردي الطاقة للصين الأكثر موثوقية. 

ومع ذلك، فإن الصين ليست مجرد سوق بالنسبة لنا.

ورغم أن أرامكو السعودية كانت من أبرز المستثمرين المباشرين في الصين خلال العام الماضي، إلا أن دورها لا يقتصر على الاستثمار فحسب، بل إنها تسعى لأن تكون شريكًا رئيسًا في مسيرة التنمية الاقتصادية في الصين، في ظل الفرص الجديدة التي تلوح في الأفق.

وبهذه المناسبة، فإننا نعرب عن تقديرنا لرؤية فخامة الرئيس "تشي" وفلسفته الواضحة للتنمية، التي لا تسعى لمجرد تحقيق النمو، بل تحسين جودته، ولا تسعى لمجرد تحقيق التنمية العادية، بل التنمية النوعية عالية الجودة. 

ومما لا شك فيه، أن إطلاق العنان لمزيد من الابتكار والكفاءة والموثوقية، والاستفادة من التقنيات المتقدمة، والتنمية عالية الجودة، سينعكس إيجابًا على تحسين جودة حياة الشعب الصيني، والارتقاء بها.

 ولذلك فإن مساندة الصين في مسيرة التنمية عالية الجودة، تأتي على رأس أولويات استراتيجية الاستثمار العالمية لأرامكو السعودية.

ومع التزامنا بتحقيق أمن الطاقة في الصين على المدى البعيد، والاستمرار في ضخ الاستثمارات الضخمة في قطاع الطاقة، فإن تطلعاتنا للاستثمار والتعاون، تمتد إلى ما هو أبعد من الطاقة.

الحضور الكرام،

 إننا في أرامكو نستهدف ثلاثة مجالات للاستثمار وفرص التعاون، والتي ستعود بالنفع على الجميع وستسهم في تحقيق رؤية الرئيس "تشي" وهي:

أولًا الكيميائيات: تُعد الصين قوة اقتصادية حاضرة بالفعل، حيث تمثل 40% من حجم المبيعات العالمية في هذا القطاع، وقد اكتسبت أرامكو السعودية مكانة عظيمة في قطاع الكيميائيات باستحواذها على حصة الأغلبية في سابك، إحدى أكبر شركات الكيميائيات على مستوى العالم، وهي خطوة مهمة لتحقيق خطط الشركة، الرامية إلى زيادة طاقتها الإنتاجية، في مجال تحويل السوائل إلى كيميائيات، لتصل إلى 4 ملايين برميل في اليوم بحلول عام 2030.  

ولذلك فإنني أعتقد أنه يوجد توافق في الرؤى بيننا، فيما يتعلق بالأهداف الإستراتيجية في مجال الكيميائيات.

ويؤكد هذا ما قامت به أرامكو السعودية على أرض الواقع مؤخرًا، فقد أبرمت الشركة اتفاقيتين العام الماضي بمليارات الدولارات، للاستثمار في تحويل السوائل إلى كيميائيات، في مقاطعتي تشجيانغ ولياونينغ.

ويسرنا كذلك أن مشروع شراكة سابك في فوجيان يسير على النحو المطلوب، للبدء في الأعمال الإنشائية لمرفق رئيس للكيميائيات، وتتجاوز قيمة هذه الاستثمارات الثلاثة وحدها 20 مليار دولار.

وتعمل الشركة بجدٍ على تطوير فرص استثمارية إضافية، مع شركائنا في الصين، للمساعدة في بناء قطاع كيميائيات على طراز عالمي.

ثانيًا: هناك العديد من الفرص المتاحة للتطوير المشترك، لتقنيات متقدمة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ومن أمثلة تلك التقنيات لدى أرامكو السعودية، تقنية استخلاص الكربون وتخزينه، وتقنية استخلاص الكربون من الهواء مباشرة، والاقتصاد القائم على تدوير الكربون.

وعندما نتحدث عن خفض الانبعاثات، وتحقيق التحول في قطاع الطاقة، يأخذنا هذا إلى الحديث عن التحول في قطاع المواد أيضًا. 

وكما تعلمون، فإن المواد التقليدية مثل الصلب والألومنيوم والإسمنت، مسؤولة بالفعل عن ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم تقريبًا، مع توقعات بتضاعف حجم الطلب على المواد بحلول عام 2060.

وما لم نكمّل المواد التقليدية أو ندعمها بمواد أكثر متانة واستدامة وأقل انبعاثات، فمن غير المرجح أن تتحقق طموحاتنا الوطنية للوصول إلى صافي انبعاثات صفري.

ونؤكد هنا على الدور الرئيس الذي يضطلع به مركز التميّز والابتكار في المواد اللامعدنية "نيكسل" التابع للشركة، هنا في بكين، بالتعاون الوثيق مع شركائنا الأكفاء في الأكاديمية الصينية لمواد البناء، حيث يُجري المركز أبحاثًا مذهلة لتطوير مواد ذات كثافة انبعاثات أقل، لتحل محل مزيدٍ من المواد التقليدية عالية الانبعاثات، لا سيما في قطاع الإنشاءات.

وبالطبع تكتسب الطاقة منخفضة الانبعاثات أهمية شديدة، لمساعدة بلدينا على تحقيق أهدافهما المناخية، نظرًا لامتلاكهما عناصر قوة مميزة في مجالات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والهيدروجين والوقود الاصطناعي.

ثالثًا: سيتطلب تحقيق التنمية عالية الجودة، والتنافسية العالمية، تطوير الكثير من التقنيات المتقدمة الأخرى، التي تتيح فرصًا هائلة للاستثمار والتعاون، ولبلدينا طموحات كبيرة في مجال التقنيات الرقمية، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة بوجه عام. 

وهناك مجال آخر للتعاون الاستراتيجي وهو رأس المال الجريء، وقد ضاعفت أرامكو السعودية مؤخرًا حجم التمويل المقدم لذراعها الاستثماري في رأس المال الجريء، ليصل إلى 7.5 مليار دولار، مع التركيز على الابتكارات الصناعية، والتقنيات الثورية، والاستدامة.

أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، 

عندما نتحدث عن فرص التعاون بين أرامكو السعودية والصين، فإن العنوان المناسب لذلك هو أن علاقات التعاون سقفها السماء.

وفي ظل الشراكة القوية بيننا في قطاع الطاقة، فإننا نرى فرصًا هائلة للاستثمار والتعاون، لتعزيز هذه العلاقة، بما يتماشى مع رؤية الرئيس "تشي" للتنمية النوعية. 

ولا شك أن هذا سيعطي دفعة قوية للجهود التي تبذلها الصين، لتحقيق هذا الهدف وجعله واقعًا ملموسًا على الأرض.

شكرًا لكم 

الاستفسارات الإعلامية

جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية

لجميع الاستفسارات الإعلامية، يرجى الضغط هنا.

أحدث الكلمات

عرض جميع الكلمات